ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/١٢/١٨ السیرة الذاتیة کتب مقالات الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار التواصل معنا
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ الإهْداء
■ «أسبوع الكتاب»
■ ملاحظة:
■ مقدّمة التحقيق
■ ١ ـ تقديم
■ ١ ـ أدَب العلم:
■ ٢ ـ أُنس العالم وأدب المتعلّم:
■ ٣ ـ آداب المعلّمين:
■ ٤ ـ جامع بيان العلم وفضله:
■ ٥ ـ أدب الإمْلاء والاسْتملاء:
■ ٦ ـ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:
■ ٧ ـ مُنْية المُريد في أدب المفيد والمستفيد:
■ ٨ ـ تذكرة السامع والمتكلّم في أدب العالم والمتعلّم:
■ ٩ ـ تعليم المتعلّم طريق التعلّم:
■ ١٠ ـ آدابُ العلماء والمتعلّمين:
■ ١١ ـ محاسن الآداب في نظم منية المريد للشهيد;:
■ ١٢ ـ وطبع الدكتور أحمد فؤاد الأهواني مجموعة من رسائل العلماء
■ في موضوع التربية والتعليم، في مصر سنة ١٩٦٨.
■ «آداب المتعلّمين»
■ ٢ ـ موضوع الكتاب:
■ ٣ ـ اهتمام العلماء به:
■ ٤ ـ نسبة الكتاب:
■ ٥ ـ عملنا في الكتاب:
■ ١ ـ ضَبْط نصّه:
■ ٦ ـ كلمةُ شُكْر:
■ تمهيد حول المؤلف والكتاب
■ سطور عن حياة الإمام المحقّق
■ مولده ووالده:
■ مشايخه:
■ هجرته:
■ تلامذته:
■ مؤلّفاته:
■ نماذج مصوّرة من المخطوطات المعتمدة
■ آدَابُ المُتَعَلِّمِين
■ [١ ـ المقدّمة]
■ الفصل الأول
■ في ماهيّة العلم وفضله
■ [٢ ـ فرض العلم]
■ [٣ ـ شَرَفُ العلم]
■ [٤ ـ العلمُ فضيلةٌ]
■ [٥ ـ السّعادة بالعلم]
■ [٦ ـ أنواعٌ من العلم]
■ [٧ ـ ماهيّة العلم]
■ [٨ ـ العلم حُجّة على المتعلّم]
■ الفصل الثاني : في النيَّة
■ [٩ ـ لزوم النيّة]
■ [١٠ ـ سِيْرةُ الطالب]
■ الفصل الثالث : في اختيار العلم والاُستاذ والشريك والثبات
■ [١١ ـ اختيار العلم]
■ [١٢ ـ اختيار العتيق]
■ [١٣ ـ اختيار المتون]
■ [١٤ ـ اختيار الاُستاذ]
■ [١٥ ـ الثَبات على ما يختار]
■ [١٦ ـ اختيار الشريك]
■ [١٧ ـ تعظيم العلم وأهله]
■ [١٨ ـ أَدَبُ الكِتابة]
■ [١٩ ـ أَدَبُ السماع]
■ [٢٠ ـ الاعتماد على الاُستاذ]
■ [٢١ ـ التأدُّبُ مَعَ الاُستاذ]
■ [٢٢ ـ أخلاق الطالب]
■ الفصل الرابع : في الجدّ والمواظبة والهِمَّة
■ [٢٣ ـ الجدّ في الطَلَب]
■ [٢٤ ـ المواظبة على الطَلَب]
■ [٢٥ ـ الهِمّة العالية]
■ [٢٦ ـ المثابَرة والدقّة]
■ [٢٧ ـ الكَسَلْ وأسبابُه وعلاجُه]
■ الفصل الخامس : في بِدايةِ السبقِ وقَدَرِهِ وتَرْتيبِهِ
■ [٢٨ ـ وَقْتُ الشروع]
■ [٢٩ ـ مقدار الدرس وتكراره]
■ [٣٠ ـ الشروع بالمتون الصغار]
■ [٣١ ـ كتابةُ الدرس]
■ [٣٢ ـ فهم الدرس]
■ [٣٣ ـ المُباحثةُ والمُذاكَرة]
■ [٣٤ ـ التأمُّل والتدقيق]
■ [٣٥ ـ الاسْتِفادَةُ]
■ [٣٦ ـ الشكْرُ والدعاء]
■ [٣٧ ـ علوّ الهمّة بنبذ الطمعِ والبخلِ]
■ [٣٨ ـ التقدير للتكرار]
■ [٣٩ ـ المخافَتةُ والإجْهارُ عند التكرار]
■ [٤٠ ـ المداومة على الطلب]
■ الفصل السادس : في التَوَكُّلِ
■ [٤١ ـ اقتصاد الطالب]
■ [٤٢ ـ انحصار الاشتغال بالعلوم]
■ الفصل السابع : في وقت التحصيل
■ [٤٣ ـ وقت الطلب واستغلاله]
■ [٤٤ ـ التنوّع لدفع المَلَل]
■ [٤٥ ـ مدافعة النوم]
■ الفصل الثامن : في الشَفَقةِ والنَصيحة
■ [٤٦ ـ طلب الكمال]
■ [٤٧ ـ شَفَقَةُ المُعَلِّم]
■ [٤٨ ـ ترك النزاع والمخاصمة]
■ [٤٩ ـ الابتعاد عن سُوء الظنّ]
■ الفصل التاسع : في الاسْتِفادة
■ [٥٠ ـ الاستفادة وطريقها]
■ [٥١ ـ اغتنام الوقت والشيوخ]
■ [٥٢ ـ تحمّل المشاق في سبيل الطلب]
■ الفصل العاشر : في الوَرَعِ في التَعَلُّمِ
■ [٥٣ ـ التزام الورع فعلا، وتركاً]
■ [٥٤ ـ رعاية الآداب والسنن]
■ [٥٥ ـ استصحاب آلات الكتابة والمُطالعة]
■ الفصل الحادي عشر : في ما يُورث الحفظ وما يورث النِسْيان
■ [٥٦ ـ أسباب الحفظ]
■ [٥٧ ـ أسباب النِسْيان]
■ الفصل الثاني عشر : في ما يجلب الرزقَ، وما يمنع الرزقَ
■ وما يزيد في العُمُر، وما ينقص
■ [٥٨ ـ ما يُنْقِصُ الرِزْقَ]
■ [٥٩ ـ ما يزيد في الرزق]
■ [٦٠ ـ ما يزيدُ في العُمُر]
■ نهايات بعض النسخ
■ المَصادِرُ والمَراجع
  1. الوهابيّون والبيوت المرفوعة للشيخ محمّد عليّ السنقريّ الحائريّ
  2. وصول الأخيار إلى أصول الأخبار
  3. الوسيلة العذراء للشاعر عبد الحسين شكر (ت هجري.)
  4. همزيّة التميميّ صالح بن درويش الكاظمي (ت 1261هجري.)
  5. النكت في مقدمات الاصول، في تعريف المصطلحات الكلامية
  6. نثر اللآليْ للطبرسيّ (ت 548 هجري.)
  7. مقدّمتان توثيقيتان للسيد المرعشيّ والسيد المشكاة
  8. مسند الحِبَريّ
  9. مختصر رسالة في أحوال الأخبار
  10. الكلمات المائة للجاحظ (ت 250 هجري. )
  11. فصل الخطاب في ردّ محمّد بن عبد الوهّاب النجديّ
  12. عروض البلاء على الأولياء
  13. عجالة المعرفة في اُصول الدين
  14. شفاء السقام بزيارة خير الأنام عليه السلام
  15. الرعاية في شرح البداية في علم الدراية
  16. الدرة الفاخرة في دراية الحديث
  17. الرسالة الرحمانيّة حول كتابة كلمة (الرحمن)
  18. رسالة الحقوق
  19. رسالة ابي غالب الزراري إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين
  20. الرجال لابن الغضائري
  21. دفع الشبه عن الرسول والرسالة
  22. الخلاصة في علم الكلام
  23. خاتمة وسائل الشيعة
  24. الحكايات، في الفرق بين المعتزلة والشيعة
  25. الحقوق لمولانا زيد الشهيد عليه السلام
  26. تفسير الحِبَري أو ما نزل من القرآن في علي أمير المؤمنين عليه السلام تفسير بالحديث المأثور
  27. تسمية من قُتِل مع الحسين عليه السلام من ولده واخوته وشيعته
  28. تثبيت الإمامة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام
  29. تاريخ أهل البيت عليهم السلام
  30. البداية في علم الدراية
  31. الباقيات الصالحات في أصول الدين الإسلامي عاى المذهب الإمامي
  32. إنجاح المطالب في الفوز بالمآرب
  33. الإمامة والتبصرة من الحَيْرة
  34. أسماء السور القرآنيّة، في مقطوعتين رائعتين في مدح النبيّ صلى الله عليه وآله
  35. الأُرجوزة اللطيفة في علوم البلاغة
  36. الأحاديث المقلوبة و جواباتها
  37. الإجازة الشاملة للسيّدة الفاضلة من الشيخ أبي المجد الأصفهاني للعلويّة الأمينيّة الهاشميّة
  38. آداب المتعلّمين
  39. نقد الحديث بين الاجتهاد والتقليد
  40. نظرات في تراث الشيخ المفيد
  41. المنهج الرجاليّ والعمل الرائد في (الموسوعة الرجالية لسيّد الطائفة آية الله العظمى البروجرديّ 1292 ـ 1380هجري)
  42. المنتقى النفيس من درر القواميس
  43. معجم أحاديث البسملة
  44. الموت أياتهاجاديثه احكامه
  45. القافية والرويّ في الشعر العربيّ
  46. ديوان الإجازات المنظومة
  47. دفاع عن القرآن الكريم
  48. حول نهضة الحسين عليه السلام
  49. الحسين عليه السلام سماته وسيرته
  50. جهاد الإمام السجّاد علي بن الحسين عليه السلام
  51. ثبت الأسانيد العوالي بطرق محمد رضا الحسيني الجلالي
  52. تدوين السنة الشريفة
  53. تحقيق النصوص يبن صعوبة المهمة وخطورة الهفوات، في النقد العلمي
  54. إيقاظُ الوَسْنان بالملاحظات على (فتح المنّان في مقدّمة لسان الميزان)
  55. أنا ـ ترجمة ذاتية للإمام أمير المؤمنين عليه السلام طبقاً للنصوص الموثوقة
  56. الأجوبة السديدة على أسئلة السيّدة الرشيدة
  57. الأجوبة الجلالية على الاسئلة الحلوانية
  58. أبو الحسن العُريضي، علي بن جعفر الصادق عليه السلام ترجمة حياته، ونشاطه العلميّ

تمهيد حول المؤلف والكتاب

تمهيد حول المؤلف والكتاب

بقلم الدكتور يحيى الخشّاب

 

اعتزازاً بما كتبه الدكتور يحيى الخشاب المصري عن المؤلّف والكتاب، في مقدّمة تحقيقه نثبت نصّه هنا:

 

الطوسيّ هو أبو جعفر، نصير الدين، محمّد بن محمّد بن حسن:

وُلِدَ في جَهْرُوْدِ قُم، سنة (597 هـ 1200 م).

واشتغل في صِباه بالتحصيل والتزوّد من الحكمة، وسافَرَ كثيراً ليتلقّى العلمَ على أهله، ثمّ أقام في طوس فترةً طويلةً حتى نُسبَ إليها.

والطوسيُّ من العلماء الذين اُوتوا دِقّةَ الحسّ ورَهَفَ الشُّعور.

وكان شيعيّاً.

وقد رأى ما يجري في عاصمة الخلافة «بغداد» من ضعف الخليفة، وانصرافه إلى لذّاته مع قيانهِ وجواريهِ!

ومن تناحُر رجال الخليفة، وحقد بعضهم على بعض، وسعاية بعضهم ببعض، وانصرافهم جميعاً عن شؤون الدين والدنيا، وكانت مقاليدهما في أيديهم!

ورأى الفِتنة بين السنّة والشيعة تصحو، وأحياء الشيعة تحترق، ومشاهدهم يمسّها التخريب، والخليفةُ ووُزراؤه يرون هذا فلا يحسّون بإدْبار الدنيا عنهم وعن دولتهم، ولا يحاولون درء الأذى عن الرعيّة، أو دفع الشرّ عن الدين.

وخرج الطوسيّ من بلاد الخليفة المستعصم بالله (640 ـ 651 هـ) (1242 ـ 1258م) عَلّهُ يستريح إلى بَلَد تُحتَرمُ فيه حريّةُ العقيدة ويأمن فيه الناسُ على


(23)

أموالهم وعقائدهم.

فسارَ إلى قهستان، حيث كان الإسماعيليةُ يحكمون.

فالتحقَ بخدمة علاء الدين، محمّد بن حسن، وتقرّب من محتشم (أي حاكم) قهستان: ناصر الدين عبد الرحيم ـ وكان حكّام قهستان يبذلون جهداً كبيراً في أنْ يزيّنوا بلاطهم بالعلماء والاُدباء.

ولكنّ الطوسيّ لم يجدْ لدى الإسماعيلية ما كان يبغي من الأمن والطُمأنينة، فقد وَجدَ نفسه بين قوم يحملونه على أنْ يذهبَ في الفكر مذهبَهم، ولم يكن يقدر على مواجهتهم بالحقّ الذي يراه.

وهكذا أحسَّ بأنّه استجار من الرمضاء بالنار.

وأدرك أنّ شرّاً قريباً يوشك أنْ يقع ببلاد المسلمين، واُولو الأمر عنه لاهُونَ!

والاُمّة الإسلاميّة ـ التي أسلمتْ قيادها للخليفة ووزرائه ـ لا تدري من أمرها شيئاً!

وهذا التراث الإسلاميّ العظيم ـ الذي يتمثّل في عشرات الاُلوف من الكتب والرسائل في شتّى العلوم والآداب، والذي يرعاهُ في تلكم الأيّام عشراتٌ من العلماء ـ كلّ هذا أصبحَ ولا حام له ولا راع ممّن بيدهم الأمر في العالم الإسلاميّ!

وتقدّمت جحافلُ المغول، في القرن السابع الهجري، مُكْتسحةً العالم الإسلاميّ الشرقي قُطْراً بعد قُطْر.

وكانت شُهْرة الطوسيّ، في علم النجوم والرَصَد، قد بلغت مسامع هُوْلاكُو، فأرادَ أنْ يكونَ هذا العالِمُ في حاشيته، ليستعينَ بخبرته في النجوم(1).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لقد استغلّ بعضُ الجهلة ـ من أعداء الحقّ والعلم ـ وجود الشيخ المحقّق الطوسيّ أسيراً لدى الجيش المغوليّ، للتهجّم عليه وعلى طائفة الشيعة الذي ينتمي إليها، واتّهامه، بزعم أنّ له يداً في غزو المغول للبلاد الإسلاميّة!

   لكنّ عظمة الشيخ المحقّق الطوسي، وانجازاته العظيمة: باستنقاذ التراث الإسلامي من التلف وحفظه في خزانة الكتب في مراغة، واستنقاذه لعشرات العلماء من أبناء الطائفة السنيّة بالذات من أنْ يُقتلوا على أيدي المغول، وكذلك تأسيسه للرصد في مراغة، ورعايته للعلماء والمحقّقين، تفنّد تلك الاتّهامات الكاذبة، والمزاعم المغرضة.

   وقد دافع المنصفون بقوّة وصلابة عن الشيخ العظيم ومواقفه الموفّقة في خدمة العلم والعلماء والحضارة الإسلاميّة.

   ومنهم الدكتور مصطفى جواد في مقالته التي ألقاها في الذكرى المئوية السابعة لوفاته، والمنشورة في مجلة دانشكده ادبيات ـ طهران.


(24)

وكان الطوسيُّ يعرف ما سَيَحلُّ بالشرق الإسلاميّ من غارات المغول، وكان يعلمُ أنّ البناءَ الذي أقامه العباسيّون قد دَبَّ فيه الفناءُ، وأنّ أساسه قد تقوّضَ، ولا سبيل إلى بقائه.

وأدرك أنّه سيدفعُ كثيراً من الشرّ والبلاء عن المسلمين لو بقيَ بجانب ملك المغول الذي لا يعرف الشفقة، وأنّ بقاءه وتعاونه معه خيرٌ من فراره منه وتركه وحده يُفني البشرَ، ويقضي على الإسلام.

ويرى عبّاس إقبال في (تاريخه): أنّ الطوسيّ، علاوةً على مقامه العلميّ، قد أدّى للحضارة الإسلاميّة عملين عظيمين:

أوّلهما: أنّه بذل جُهداً كبيراً للمحافظة على الكتب النفيسة، والآثار، حتى لا يهلكها المغول، ممّا أتاح له أن يجمع مكتبة تحوي أربعمائة ألف مجلّد.

والثاني: أنّه استخدم نفوذه عند هولاكو، لينقذ من الهلاك كثيرين من أهل العلم والأدب(1).

* * *

ويُعَدُّ الطوسيُّ أعلمَ أهل زمانه وهو الذي أعاد للحضارة الإسلاميّة بهاءها، وقوّتها في أحلك الظروف السياسيّة وأقساها على القسم الشرقي من العالم

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ مفصل إيران، المجلد الأول (ص502).

   وانظر: المجدّدون في الإسلام، لعبد المتعال الصعيدي (ص259) وتاريخ التمدّن الإسلامي لجورجي زيدان المصري (2/245) ومقالة الدكتور مصطفى جواد في مجلة دانشكده ادبيات، السنة (3) العدد (4).


(25)

الإسلاميّ، وهو لهذا قد استحقّ لَقَبَ «اُستاذ البَشَر».

وله ما يقرب من ثلاثة ومائة كتاب ورسالة ومقالة، في موضوعات وفنون مختلفة، منها خمسة وعشرون كتاباً بالفارسيّة(1).

وقد فصّل البيان عن كتبه الاُستاذ الدكتور محمّد معين ذاكراً أسماءها، وهي: في الحكمة النظرية والعملية، والهيئة والنجوم، والرياضيّات، والعلوم الطبيعيّة، والعلوم الدينية، والعلوم المكنونة، وفنون الأدب، والتاريخ، والجغرافية، والتصوّف(2).

ولشهرته الذائعة الصيت في الزيج والرَصَد، طلب منكوقاآن من أخيه هولاكو أنْ يوفد إليه الطوسيَّ، حتى يؤسِّس مرصداً في بلاد المغول، ولكنّ هولاكو لم يُلَبِّ رغبة أخيه وأمر بإقامة المرصد في إيران.

وفي مَراغَة أنشأ الطوسيّ مرصداً عام (657 هـ ـ 1258 م) وقد أمَدَّه هولاكو، و أباقا من بعده، بعون ماليٍّ عظيم، منه أوقاف واسعة أتاحَتْ له أنْ يقتنيَ كثيراً من الكتب والآلات، كما مكّنتْهُ من الاستعانة بالعُلماء المتفرّغين، ليُتمَّ «زيج مَراغة».

وقد ضَمَّنَ كتابه «الزيج الإيلخانيّ» خلاصة ما بذله وصحبُه في هذا السبيل(3).

* * *

ومن رسائل الطوسي هذه الرسالة [آداب المتعلّمين] التي ننشرها اليوم.

وهي مخطوط، باللغة العربية، بمكتبة جامعة القاهرة، عدد أوراقه (35) 11×18، كتب بالخطّ النسخ المشكول، وتحت كثير من كلماته ترجمتها، أو شرح

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مقالين للاُستاذين حسين خطيبي، وذبيح الله صفا، في مجلة دانشكده ادبيات ـ طهران، السنة (3) العدد (4) ص 11 ـ 29 .

(2) مجلة دانشكده ادبيات ـ طهران، نفس العدد، (ص30 ـ 42).

   وأوسع ما كتب عن الطوسي، كتاب «أحوال وآثار خواجه نصير الدين الطوسي» تأليف محمّد تقى مدرس رضوي، وقد طبع في طهران ـ بنياد فرهنگ إيران سنة 1354 هـ ، بالفارسية.

(3) انظر مقال الاُستاذ آيدين صاييل اُستاذ تاريخ العلوم في جامعة أنقره، بالفارسية، في مجلة دانشكده ... المذكورة (ص58 ـ 72).


(26)

لها، بالفارسية، نمرة (26184).

ويبدو أنّ الناسخ لم يكن يُتقن العربيّة، فقد أكثر من الخطأ في الشكل، وفي الهجاء!

ولعلّها كانتْ فارسيّةً، وعُرّبَتْ(1).

والرسالة في اثني عشر فصلا:

الفصل الأول: في ماهيّة العلم، وفضله.

الفصل الثاني: في النيّة.

الفصل الثالث: في اختيار العلم، والاُستاذ، والشريك، والثبات.

الفصل الرابع: في الجِدّ، والمواظبة، والهمّة.

الفصل الخامس: في بداية السبق، وقَدَره، وترتيبه.

الفصل السادس: في التوكُّل.

الفصل السابع: في وقت التحصيل.

الفصل الثامن: في الشفقة، والنصيحة.

الفصل التاسع: في الاستفادة.

الفصل العاشر: في الوَرَع في التعلُّم.

الفصل الحادي عشر: في ما يورث الحفظ، وما يورث النسيان.

الفصل الثاني عشر: في ما يجلب الرزق، وما يمنع الرزق، وما يزيد في العمر، وما ينقص.

والطوسيّ في هذه الرسالة:

يتحدّثُ عن الذين أخطأوا طريق العلم، وتركوا شرائطه، فلم يتيسّر لهم

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا الاحتمال الذي ذكره ـ بأن يكونَ أصلُ الكتاب فارسيّاً ـ غريب جدّاً، إذْ مجرّدُ الوقوف على مخطوطة واحدة لا يكفى لإطلاق مثل هذا الحكم، ولا يبرّرهُ وجودُ الأغلاط، كما لا يخفى.

   خصوصاً إذا لاحظنا موافقة كثير من عباراته، لما جاء في كتاب الزرنوجي، الذي لا يُشَكُّ في كونه مؤلَّفاً عَربياً!


(27)

التحصيل، مع اجتهادهم، ولم ينتفعوا بثمرات العلم، مع اشتغالهم به.

وهو يشرحُ قول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «طَلَبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مُسْلم ومُسْلمة» ويبيّن المقصود من العلم.

ثمَّ يتحدّثُ عن وجوب التأنّي في اختيار الاُستاذ والتحرّي في اختيار شريك الدرس، والتمعُّن في اختيار مادّة الدرس.

ويتحدّثُ عن آداب الدرس، فيذكر أنّه لا يجوز للطالب أنْ يجلسَ قريباً من الاُستاذ بغير ضرورة، بل يجبُ أنْ يكونَ بينَهما قَدَرُ القوس، لأنّه أقرب إلى التعظيم.

ويشرحُ الحكمةَ التي تقول: «مَنْ جَدَّ وَجَدَ» ويَحُثُّ الطالب على المُثابرَة، والمُواظَبة، والمُطارَحة، والمُناظرَة.

ويدعو إلى التأمُّل قبل الكلام.

ويبيّنُ الطوسيُّ ما ينبغي على العالم من التفاني في علمه، والإعراض عن الحرص، وجمع المال عن طريق العلم، ويذكر أنّ العلماء في القرون الاُولى للإسلام كانوا يتعلّمون الحِرْفَةَ أوّلا، ثمّ يتعلّمون العلم، حتّى لا يطمعوا في أموال الناس.

ويشرحُ الرأي القائل بطلب العلم من المهد إلى اللحد، وبالاستفادة من تحصيله في كلّ وقت.

ويحثُّ الشباب على الإفادة من الشيوخ، فإنّهم يَبْلُغونَ الأوْجَ حين يتقدّمُ بهم العُمُر، وتتضاعَفُ الفائدةُ من الاستماع إليهم.

وهكذا نجدُ الطوسيَّ في رسالته هذه مؤدِّباً، يدعو إلى نشر العلم، وإلى خير الوسائل التي تؤدّي إلى يُسْر التحصيل، وآداب الدّرس.

انتهى كلام الدكتور الخشاب


(28)